توجد قوة تعمل بهدوء على إعادة تشكيل ديناميكيات العرض في السوق: صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بالبيتكوين (ETF). لقد استوعبت هذه المنتجات 7% من إجمالي العرض المتداول للبيتكوين، وإذا لم تكن قد تابعتها، فقد فاتتك أهم جزء في اللغز.
في هذه المقالة، سنستعرض بالتفصيل تدفقات الأموال في صناديق الاستثمار المتداولة، ونحلل المؤشرات المطورة حديثًا التي تتواجد في طليعة تحليل تدفقات الأموال، لمساعدة في قياس تأثير صناديق الاستثمار المتداولة، والتفكير في الديناميات السوقية وسلوك البشر التي تكشف عنها هذه التدفقات.
لنبدأ.
نظرة عامة على النقاط الرئيسية
استيعاب إمدادات ضخمة: تمتلك صناديق الاستثمار المتداولة في بيتكوين العالمية حاليًا أكثر من 1.4 مليون BTC، مما يشكل أكثر من 7% من إجمالي المعروض، مما يؤثر على الندرة واستقرار الأسعار.
نمط تدفق الأموال وعقليتها: تعكس حالة تدفق الأموال اليومية والتراكمية سلوك المستثمرين، وتبرز الفرص للشراء عند خروج الأموال والبيع عند دخول الأموال.
المؤشرات المخصصة للتحليل العميق: أدوات جديدة مثل فرق تدفق التراكم، وتقلبات التدفق، ومتوسط سعر التدفق المرجح توفر إشارات للقمم والقيعان في السوق والأساس التكلفة للمستثمرين.
آفاق طويلة الأجل صعودية: عدد البيتكوين المشتراة من قبل صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) تجاوز عدد البيتكوين الجديد المستخرج، وقد تدعم هذه التحولات الهيكلية ارتفاع الأسعار في المستقبل.
عصر جديد لتبني البيتكوين
منذ إطلاقها في يناير 2024، أصبحت صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) في الولايات المتحدة قوة تحويلية في نظام بتكوين البيئي. هذه المنتجات المالية تتيح لكل من المستثمرين الأفراد والجهات المؤسسية الحصول على تعرضهم لبتكوين دون الحاجة إلى حيازته مباشرة. نظرًا لأن العرض الثابت لبتكوين هو 21 مليون وحدة، فإن هذه الآلية لها تأثير كبير على ديناميات العرض والطلب الخاصة ببتكوين.
ومع ذلك، يُقدّر أنه بسبب فقدان المفاتيح الخاصة، ووفاة الحامليها، أو حالات أخرى لا يمكن استردادها، فإن حوالي 3 إلى 6 ملايين بيتكوين قد فقدت بشكل دائم. هذا يجعل كمية البيتكوين المتداولة فعليًا تنخفض إلى حوالي 15 إلى 18 مليون بيتكوين، وهو الحد الأقصى لإجمالي كمية البيتكوين.
في هذا السياق، يمتلك صندوق الاستثمار المتداول ETF حالياً أكثر من 1.4 مليون BTC، وهو ما يعادل أكثر من 7% من الحد الأقصى للإمدادات، أو قد يتجاوز 10% من المعروض المتداول، وهذه الحقيقة تُظهر مدى أهمية هيمنته المتزايدة.
الديناميات الفصلية والشهرية
دعونا أولاً نستعرض حالة ETF بشكل عام.
تجاوزت الكمية الإجمالية من BTC التي تمتلكها جميع صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين (ETF) في العالم 1.4 مليون وحدة. حتى لو لم ينتهِ هذا الربع بعد، فقد استقطبت هذه الصناديق أكثر من 91,000 وحدة BTC. إنه ربع قوي، يأتي بعد التدفقات المالية التي حدثت عند إطلاق أول صناديق ETF في نهاية العام الماضي، بالإضافة إلى الارتداد بعد الانتخابات.
من حيث التقسيم الشهري، فإن تدفق الأموال يصبح أكثر إثارة للإعجاب:
من مايو إلى أغسطس 2025: تدفقات مستمرة، سحب المزيد من البيتكوين من السوق بشكل تدريجي.
في شهر أغسطس فقط، تم استيعاب 41,000 BTC.
عدد البيتكوين المستخرج يوميًا: حوالي 450، أو حوالي 14,000 شهريًا.
باختصار، لقد تجاوزت تدفقات الأموال إلى ETF هذا الشهر ثلاثة أضعاف العرض الجديد الذي يدخل النظام عبر المعدنين. هذا السلوك الاستيعابي، من خلال تقليص السيولة المتاحة، يسبب ضغطاً مستمراً نحو الارتفاع على الأسعار، مما قد يفسر لماذا كنا حتى الآن نتسلق تدريجياً إلى مستويات مرتفعة بشكل سلبي.
تحليل تدفق الأموال
تدفق الأموال التراكمي
من حيث تدفقات الأموال في صناديق ETF التراكمية، وصل صافي التدفقات الداخلة منذ يناير 2024 إلى 54 مليار دولار مذهلة. تُظهر الاتجاه العام "ارتفاع مستمر" مع وجود توقفات قصيرة فقط، مما يدل على التدفق المستمر للأموال السلبية.
فرق تدفق التراكم
من بين المؤشرات المخصصة الأكثر اطلاعًا المستمدة من هذه البيانات هو فرق التدفق التراكمي، وهو مؤشر اهتزازي يستخدم لقياس انحراف تدفق الأموال في صندوق الاستثمار المتداول عن اتجاهه طويل الأجل. يأخذ هذا المؤشر في الاعتبار هذه العوامل من خلال دفع القيم لأيام التداول غير المتاحة (مثل عطلات نهاية الأسبوع) للأمام، ويطبق متوسط متحرك لمدة 75 يومًا لتنعيم البيانات، مع تجنب الضوضاء الزائدة. الفرق هو الفرق بين تدفق الأموال اليومي ومتوسط هذا التدفق، مما يبرز تسارع أو تباطؤ التدفق الصافي للأموال.
تشير بيانات مارس 2024 إلى أنه عندما يتجاوز فرق التدفق التراكمي +8، فإن ذلك يشير إلى أن الأسعار المحلية في مستوى مرتفع، وأن تدفقات الأموال تتجاوز المستوى الطبيعي، مما يدل على ارتفاع معنويات السوق المحلية. وعندما يكون فرق التدفق التراكمي قريبًا من الصفر أو سالبًا، فإن ذلك يمثل نقطة منخفضة، وقد توجد في هذه الحالة فرص استثمارية مُقَيمَة بأقل من قيمتها. هذه المؤشر في الأساس يقيس سلوك مستثمري التجزئة ويشجع على اتخاذ خطوات عكسية.
تدفق الأموال اليومي
من خلال مراقبة تدفق الأموال اليومي لصناديق ETF بعناية، ستلاحظ أنه يتماشى مع اتجاه سعر البيتكوين. خلال فترات الارتفاع، تهيمن التدفقات الداخلة، بينما خلال فترات التصحيح، تزداد التدفقات الخارجة بشكل كبير. هذه العلاقة واضحة: يُظهر المستثمرون الأفراد، الذين يشكلون الجزء الأكبر من المشاركين في صناديق ETF، سلوكًا من التسرع في الشراء والبيع. هم يتدفقون إلى السوق في الأوقات العالية بسبب مشاعر الخوف من فقدان الفرصة (FOMO)، بينما يغادرون في الأوقات المنخفضة بسبب الخوف وعدم اليقين والشك.
في فبراير 2025، حدث أكبر تدفق للمال حيث انخفضت عملة البيتكوين من 100,000 دولار إلى 83,000 دولار، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 17% وأثار عمليات بيع بسبب الذعر. وعلى العكس من ذلك، في نوفمبر 2024، خلال فترة انتعاش البيتكوين من 70,000 دولار إلى 90,000 دولار، حدث أكبر تدفق للمال. هذه الأنماط هي تجسيد في الوقت الحقيقي لمبادئ المالية السلوكية، مثل نفسية القطيع وتجنب الخسائر.
من منظور تعليمي، توفّر هذه البيانات استراتيجية عكسية:
اشترِ بكميات كبيرة في أيام التداول الحمراء التي تشهد تدفقاً كبيراً للأموال.
قلل من الشراء في أيام التداول الخضراء عندما تتزايد تدفقات الأموال.
قد تكون الأمور بهذه البساطة.
تقلبات حركة المرور
التحليل الإضافي الذي أجريته هو تقلب حركة المرور، الذي يتتبع درجة تقلب الحركة اليومية مقارنةً بالمتوسط التاريخي. المنطقة الحمراء في الصورة أدناه تمثل تقلبًا مرتفعًا، وغالبًا ما يتماشى مع التقلبات الكبيرة في الأسعار.
من المثير للاهتمام أنه خلال الانخفاض الأخير بمقدار 10,000 دولار من أعلى مستوى له في التاريخ، ظلت التقلبات عند مستويات منخفضة. وهذا يعكس نضج البيتكوين: ما كان يُعتبر "انخفاضًا حادًا" أصبح الآن مجرد تقلبات عادية. قبل 3 إلى 5 سنوات، كان من الممكن أن تؤدي ظروف مماثلة إلى تقليص السعر إلى النصف؛ أما اليوم، فقد تجاوزت قيمته السوقية 2 تريليون دولار، وتُعتبر هذه التقلبات مجرد حدث عابر.
سعر متوسط مرجح بحجم التداول (FWAP)
قد يكون المؤشر الأكثر ابتكارًا هو السعر المتوسط المرجح بالحجم (FWAP)، وهو مؤشر تجريبي يقوم بوزن سعر البيتكوين بناءً على تدفقات ETF اليومية. يحسب هذا المؤشر حاصل ضرب السعر والحجم والمجموع التراكمي المتناقص للحجم، مما يبرز الأنشطة الأخيرة لتعكس مشاعر السوق للمستثمرين الحاليين.
بدأت أنظر إلى هذا على أنه "سعر التنفيذ" من النسخة ETF - وهو حجر الزاوية في التحليل على السلسلة، حيث يمثل متوسط السعر عند آخر تداول لجميع الرموز. بينما يحاول FWAP أيضًا تقدير متوسط تكلفة الأساس، لكنه يستهدف مستثمري ETF.
حاليًا، يبلغ متوسط سعر التكلفة 105,000 دولار، وهو قريب جدًا من سعر تحقيق الربح لحاملي المراكز القصيرة. وهذا يشير إلى أنه حتى خلال فترة التصحيح هذه، لا يزال من الممكن أن يكون حاملو ETF في حالة ربح. وقد أظهرت التاريخ القريب أنه عندما ينخفض السعر إلى ما دون هذا المستوى، يحدث بيع خوف، مما يدل على قاع محلي تحت مشاعر متشائمة للغاية.
تمتد إمكانيات هذا المؤشر أيضًا إلى مجال المشتقات، مثل مؤشرات التذبذب ومؤشرات المخاطر المعتمدة على FWAP، لذلك سأقوم بتحسين هذه المؤشرات بشكل أكبر خلال الأسابيع المقبلة. ولكن حتى الآن، فإنه يوفر نظرة فريدة لفحص قاعدة التكلفة للمؤسسات / الأفراد، وهو ما لم أجد له مثيل في أي مكان آخر.
إشارة صعودية من تزايد العرض
من منظور أكثر شمولاً، من الواضح أن الصناديق المتداولة في البورصة (ETF) تستوعب هيكليًا إمدادات البيتكوين، بمعدل يتجاوز بكثير ناتج التعدين، مما يعيد تشكيل هيكل الإمداد بشكل جذري. هذه "الامتصاص للإمدادات" تعتبر إيجابية على المدى الطويل، لأنها تقلل من عدد البيتكوين المتاحة للتداول الفوري.
لكن هذا لا يعني أنه سيرتفع "إلى الأبد". يمكننا أن نرى بوضوح من تدفقات الأموال أنه عندما تنخفض الأسعار، يكون المستثمرون أيضًا سعداء ببيع عملاتهم (أو أسهمهم). لذا فهذه نقطة سأراقبها عن كثب.
تظهر هذه البيانات أيضًا بعض الرؤى المدهشة. على الرغم من أن صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) كانت تستوعب كمية كبيرة من البيتكوين بهدوء، إلا أن بيانات تدفق الأموال توفر نافذة مثيرة للاهتمام على النفس البشرية. تمثل المؤشرات الناشئة التي تمت مناقشتها هنا طليعة تحليل البيتكوين القائم على تدفقات الأموال، وستصبح بلا شك أدوات رئيسية في استراتيجياتي المستقبلية للتراكم.
مع استمرار سرعة السوق الحالية، ستصبح هذه الصناديق المتداولة في البورصة (ETF) ومؤشراتها التي تتبعها أكثر أهمية.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
قوة صامتة: كيف يهيمن ETF بيتكوين على نمط العرض بشكل غير ملحوظ؟
الكلمات: العقل على السلسلة
ترجمة: شو شينغ كاين
توجد قوة تعمل بهدوء على إعادة تشكيل ديناميكيات العرض في السوق: صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بالبيتكوين (ETF). لقد استوعبت هذه المنتجات 7% من إجمالي العرض المتداول للبيتكوين، وإذا لم تكن قد تابعتها، فقد فاتتك أهم جزء في اللغز.
في هذه المقالة، سنستعرض بالتفصيل تدفقات الأموال في صناديق الاستثمار المتداولة، ونحلل المؤشرات المطورة حديثًا التي تتواجد في طليعة تحليل تدفقات الأموال، لمساعدة في قياس تأثير صناديق الاستثمار المتداولة، والتفكير في الديناميات السوقية وسلوك البشر التي تكشف عنها هذه التدفقات.
لنبدأ.
نظرة عامة على النقاط الرئيسية
استيعاب إمدادات ضخمة: تمتلك صناديق الاستثمار المتداولة في بيتكوين العالمية حاليًا أكثر من 1.4 مليون BTC، مما يشكل أكثر من 7% من إجمالي المعروض، مما يؤثر على الندرة واستقرار الأسعار.
نمط تدفق الأموال وعقليتها: تعكس حالة تدفق الأموال اليومية والتراكمية سلوك المستثمرين، وتبرز الفرص للشراء عند خروج الأموال والبيع عند دخول الأموال.
المؤشرات المخصصة للتحليل العميق: أدوات جديدة مثل فرق تدفق التراكم، وتقلبات التدفق، ومتوسط سعر التدفق المرجح توفر إشارات للقمم والقيعان في السوق والأساس التكلفة للمستثمرين.
آفاق طويلة الأجل صعودية: عدد البيتكوين المشتراة من قبل صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) تجاوز عدد البيتكوين الجديد المستخرج، وقد تدعم هذه التحولات الهيكلية ارتفاع الأسعار في المستقبل.
عصر جديد لتبني البيتكوين
منذ إطلاقها في يناير 2024، أصبحت صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) في الولايات المتحدة قوة تحويلية في نظام بتكوين البيئي. هذه المنتجات المالية تتيح لكل من المستثمرين الأفراد والجهات المؤسسية الحصول على تعرضهم لبتكوين دون الحاجة إلى حيازته مباشرة. نظرًا لأن العرض الثابت لبتكوين هو 21 مليون وحدة، فإن هذه الآلية لها تأثير كبير على ديناميات العرض والطلب الخاصة ببتكوين.
ومع ذلك، يُقدّر أنه بسبب فقدان المفاتيح الخاصة، ووفاة الحامليها، أو حالات أخرى لا يمكن استردادها، فإن حوالي 3 إلى 6 ملايين بيتكوين قد فقدت بشكل دائم. هذا يجعل كمية البيتكوين المتداولة فعليًا تنخفض إلى حوالي 15 إلى 18 مليون بيتكوين، وهو الحد الأقصى لإجمالي كمية البيتكوين.
في هذا السياق، يمتلك صندوق الاستثمار المتداول ETF حالياً أكثر من 1.4 مليون BTC، وهو ما يعادل أكثر من 7% من الحد الأقصى للإمدادات، أو قد يتجاوز 10% من المعروض المتداول، وهذه الحقيقة تُظهر مدى أهمية هيمنته المتزايدة.
الديناميات الفصلية والشهرية
دعونا أولاً نستعرض حالة ETF بشكل عام.
تجاوزت الكمية الإجمالية من BTC التي تمتلكها جميع صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين (ETF) في العالم 1.4 مليون وحدة. حتى لو لم ينتهِ هذا الربع بعد، فقد استقطبت هذه الصناديق أكثر من 91,000 وحدة BTC. إنه ربع قوي، يأتي بعد التدفقات المالية التي حدثت عند إطلاق أول صناديق ETF في نهاية العام الماضي، بالإضافة إلى الارتداد بعد الانتخابات.
من حيث التقسيم الشهري، فإن تدفق الأموال يصبح أكثر إثارة للإعجاب:
من مايو إلى أغسطس 2025: تدفقات مستمرة، سحب المزيد من البيتكوين من السوق بشكل تدريجي.
في شهر أغسطس فقط، تم استيعاب 41,000 BTC.
عدد البيتكوين المستخرج يوميًا: حوالي 450، أو حوالي 14,000 شهريًا.
باختصار، لقد تجاوزت تدفقات الأموال إلى ETF هذا الشهر ثلاثة أضعاف العرض الجديد الذي يدخل النظام عبر المعدنين. هذا السلوك الاستيعابي، من خلال تقليص السيولة المتاحة، يسبب ضغطاً مستمراً نحو الارتفاع على الأسعار، مما قد يفسر لماذا كنا حتى الآن نتسلق تدريجياً إلى مستويات مرتفعة بشكل سلبي.
تحليل تدفق الأموال
تدفق الأموال التراكمي
من حيث تدفقات الأموال في صناديق ETF التراكمية، وصل صافي التدفقات الداخلة منذ يناير 2024 إلى 54 مليار دولار مذهلة. تُظهر الاتجاه العام "ارتفاع مستمر" مع وجود توقفات قصيرة فقط، مما يدل على التدفق المستمر للأموال السلبية.
فرق تدفق التراكم
من بين المؤشرات المخصصة الأكثر اطلاعًا المستمدة من هذه البيانات هو فرق التدفق التراكمي، وهو مؤشر اهتزازي يستخدم لقياس انحراف تدفق الأموال في صندوق الاستثمار المتداول عن اتجاهه طويل الأجل. يأخذ هذا المؤشر في الاعتبار هذه العوامل من خلال دفع القيم لأيام التداول غير المتاحة (مثل عطلات نهاية الأسبوع) للأمام، ويطبق متوسط متحرك لمدة 75 يومًا لتنعيم البيانات، مع تجنب الضوضاء الزائدة. الفرق هو الفرق بين تدفق الأموال اليومي ومتوسط هذا التدفق، مما يبرز تسارع أو تباطؤ التدفق الصافي للأموال.
تشير بيانات مارس 2024 إلى أنه عندما يتجاوز فرق التدفق التراكمي +8، فإن ذلك يشير إلى أن الأسعار المحلية في مستوى مرتفع، وأن تدفقات الأموال تتجاوز المستوى الطبيعي، مما يدل على ارتفاع معنويات السوق المحلية. وعندما يكون فرق التدفق التراكمي قريبًا من الصفر أو سالبًا، فإن ذلك يمثل نقطة منخفضة، وقد توجد في هذه الحالة فرص استثمارية مُقَيمَة بأقل من قيمتها. هذه المؤشر في الأساس يقيس سلوك مستثمري التجزئة ويشجع على اتخاذ خطوات عكسية.
تدفق الأموال اليومي
من خلال مراقبة تدفق الأموال اليومي لصناديق ETF بعناية، ستلاحظ أنه يتماشى مع اتجاه سعر البيتكوين. خلال فترات الارتفاع، تهيمن التدفقات الداخلة، بينما خلال فترات التصحيح، تزداد التدفقات الخارجة بشكل كبير. هذه العلاقة واضحة: يُظهر المستثمرون الأفراد، الذين يشكلون الجزء الأكبر من المشاركين في صناديق ETF، سلوكًا من التسرع في الشراء والبيع. هم يتدفقون إلى السوق في الأوقات العالية بسبب مشاعر الخوف من فقدان الفرصة (FOMO)، بينما يغادرون في الأوقات المنخفضة بسبب الخوف وعدم اليقين والشك.
في فبراير 2025، حدث أكبر تدفق للمال حيث انخفضت عملة البيتكوين من 100,000 دولار إلى 83,000 دولار، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 17% وأثار عمليات بيع بسبب الذعر. وعلى العكس من ذلك، في نوفمبر 2024، خلال فترة انتعاش البيتكوين من 70,000 دولار إلى 90,000 دولار، حدث أكبر تدفق للمال. هذه الأنماط هي تجسيد في الوقت الحقيقي لمبادئ المالية السلوكية، مثل نفسية القطيع وتجنب الخسائر.
من منظور تعليمي، توفّر هذه البيانات استراتيجية عكسية:
اشترِ بكميات كبيرة في أيام التداول الحمراء التي تشهد تدفقاً كبيراً للأموال.
قلل من الشراء في أيام التداول الخضراء عندما تتزايد تدفقات الأموال.
قد تكون الأمور بهذه البساطة.
تقلبات حركة المرور
التحليل الإضافي الذي أجريته هو تقلب حركة المرور، الذي يتتبع درجة تقلب الحركة اليومية مقارنةً بالمتوسط التاريخي. المنطقة الحمراء في الصورة أدناه تمثل تقلبًا مرتفعًا، وغالبًا ما يتماشى مع التقلبات الكبيرة في الأسعار.
من المثير للاهتمام أنه خلال الانخفاض الأخير بمقدار 10,000 دولار من أعلى مستوى له في التاريخ، ظلت التقلبات عند مستويات منخفضة. وهذا يعكس نضج البيتكوين: ما كان يُعتبر "انخفاضًا حادًا" أصبح الآن مجرد تقلبات عادية. قبل 3 إلى 5 سنوات، كان من الممكن أن تؤدي ظروف مماثلة إلى تقليص السعر إلى النصف؛ أما اليوم، فقد تجاوزت قيمته السوقية 2 تريليون دولار، وتُعتبر هذه التقلبات مجرد حدث عابر.
سعر متوسط مرجح بحجم التداول (FWAP)
قد يكون المؤشر الأكثر ابتكارًا هو السعر المتوسط المرجح بالحجم (FWAP)، وهو مؤشر تجريبي يقوم بوزن سعر البيتكوين بناءً على تدفقات ETF اليومية. يحسب هذا المؤشر حاصل ضرب السعر والحجم والمجموع التراكمي المتناقص للحجم، مما يبرز الأنشطة الأخيرة لتعكس مشاعر السوق للمستثمرين الحاليين.
بدأت أنظر إلى هذا على أنه "سعر التنفيذ" من النسخة ETF - وهو حجر الزاوية في التحليل على السلسلة، حيث يمثل متوسط السعر عند آخر تداول لجميع الرموز. بينما يحاول FWAP أيضًا تقدير متوسط تكلفة الأساس، لكنه يستهدف مستثمري ETF.
حاليًا، يبلغ متوسط سعر التكلفة 105,000 دولار، وهو قريب جدًا من سعر تحقيق الربح لحاملي المراكز القصيرة. وهذا يشير إلى أنه حتى خلال فترة التصحيح هذه، لا يزال من الممكن أن يكون حاملو ETF في حالة ربح. وقد أظهرت التاريخ القريب أنه عندما ينخفض السعر إلى ما دون هذا المستوى، يحدث بيع خوف، مما يدل على قاع محلي تحت مشاعر متشائمة للغاية.
تمتد إمكانيات هذا المؤشر أيضًا إلى مجال المشتقات، مثل مؤشرات التذبذب ومؤشرات المخاطر المعتمدة على FWAP، لذلك سأقوم بتحسين هذه المؤشرات بشكل أكبر خلال الأسابيع المقبلة. ولكن حتى الآن، فإنه يوفر نظرة فريدة لفحص قاعدة التكلفة للمؤسسات / الأفراد، وهو ما لم أجد له مثيل في أي مكان آخر.
إشارة صعودية من تزايد العرض
من منظور أكثر شمولاً، من الواضح أن الصناديق المتداولة في البورصة (ETF) تستوعب هيكليًا إمدادات البيتكوين، بمعدل يتجاوز بكثير ناتج التعدين، مما يعيد تشكيل هيكل الإمداد بشكل جذري. هذه "الامتصاص للإمدادات" تعتبر إيجابية على المدى الطويل، لأنها تقلل من عدد البيتكوين المتاحة للتداول الفوري.
لكن هذا لا يعني أنه سيرتفع "إلى الأبد". يمكننا أن نرى بوضوح من تدفقات الأموال أنه عندما تنخفض الأسعار، يكون المستثمرون أيضًا سعداء ببيع عملاتهم (أو أسهمهم). لذا فهذه نقطة سأراقبها عن كثب.
تظهر هذه البيانات أيضًا بعض الرؤى المدهشة. على الرغم من أن صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) كانت تستوعب كمية كبيرة من البيتكوين بهدوء، إلا أن بيانات تدفق الأموال توفر نافذة مثيرة للاهتمام على النفس البشرية. تمثل المؤشرات الناشئة التي تمت مناقشتها هنا طليعة تحليل البيتكوين القائم على تدفقات الأموال، وستصبح بلا شك أدوات رئيسية في استراتيجياتي المستقبلية للتراكم.
مع استمرار سرعة السوق الحالية، ستصبح هذه الصناديق المتداولة في البورصة (ETF) ومؤشراتها التي تتبعها أكثر أهمية.