في ذلك اليوم، جاءني صديقي متحمسًا وقال لي إنه اكتشف عدة "عملات لا بد أن ترتفع" ويستعد للدخول بكل ما يملك. سارعت بإيقافه وقلت: "انتظر، خذ ثلاث دقائق لتشوف طريقتي هذه، راح تساعدك تتجنب أغلب الفخاخ."

أنا لي خمس سنوات في هذا المجال، وشفت كوارث ما لها عدد. كثير من الناس يتبعون الموجة بشكل أعمى، يسمعون عن شيء مولع يدخلون عليه، وفي النهاية يخسرون رأس مالهم ويبدؤون يشكون في أنفسهم. باختصار، الاستثمار ما هو لعب جرأة أكثر، بل مين يعرف يختار صح.

وراني قائمته المختارة، فيها أكثر من عشرة عملات وكلها ناس في الجروب يتكلمون عنها إنها "نجم الغد". طبقت عليها فلترتي الخاصة:

أولاً أشوف حركة حجم التداول — أي عملة حجم تداولها ينخفض لثلاث أيام متتالية؟ أمسحها بدون تردد. المشروع اللي ما يدخله فلوس حقيقية، مهما كان عليه ضجة، كله سراب. يمكن ترتفع بسرعة لكنها تنهار أسرع.

ثانيًا أراقب تحركات السعر — لو ارتفعت العملة أكثر من 20% في يوم واحد، واليوم اللي بعده بدأ حجم التداول يضعف؟ واضح فيه ناس يبيعون في القمة، اللي يشتري وقتها بيتعلق.

ثالثًا أحلل النواحي الفنية — إذا مؤشرات الزخم الأسبوعية لسه ضعيفة، وما فيه إشارة واضحة لتغير الاتجاه؟ مهما كان الكلام عن المشروع حلو، ما أقرب له. بدون دعم التحليل الفني، الأساسيات لحالها ما تكفي.

بعد هالفلترة، من كل العملات بقيت عملتين فقط، وكلهم عملات غير مشهورة وما أحد يتكلم عنهم.

قال لي: "بس باقي هذولا؟ أحس ما عليهم ضجة..." وكان شوي محبط.

رديت عليه: "انت تبي تلاحق الترند مثل البقية وتطلع خاسر، ولا تبي تربح براحة؟ العملات اللي الكل يطالعها، سعرها صار مبالغ فيه من زمان. الفرص الحقيقية دايمًا في الزوايا اللي السوق ما اكتشفها بعد."

تصفية العملات مجرد البداية، الدخول الحقيقي لازم يكون مع آلية لإدارة المخاطر. سر ربحي المستمر سنوات هو "تأمين مزدوج": أول شرط هو أنتظر السعر يرجع يختبر منطقة دعم قوية (