الليلة، أنظار العالم كلها متجهة لغرفة اجتماعات وحدة.

قبل ساعات فقط، وول ستريت فجأة غيرت رأيها بالكامل. البنوك الاستثمارية الكبرى اللي دايمًا عندها تحفظ، زي جي بي مورغان ومورغان ستانلي، كانوا قبل أيام بس يكتبون في تقاريرهم "ممكن يستمر الوضع زي ما هو"، لكن الليلة الماضية كلهم غيروا كلامهم فجأة. الحين السوق يراهن إن احتمال خفض الفائدة هذا الأسبوع؟ قريب من 90%. الرقم هذا تقريبًا يعني إن النتيجة انكشفت قبل الإعلان.

التحول جاء بسرعة لأن في إشارة ما عاد يقدرون يخفونها: أرقام التوظيف الخاص لشهر نوفمبر انهارت، وسجلت أسوأ نتيجة من نص سنة وأكثر. تباطؤ الاقتصاد صار أوضح من المتوقع. البنك الفيدرالي عنده الآن مبرر للنزول عن الشجرة.

لكن لا تظن الأمور بهذه البساطة.

فيه صراعات داخلية قوية. يُقال إن في 4 أعضاء من الصقور يجهزون للتصويت ضد الخفض، وحتى العضو المتشدد والر قالها صراحة: لازم ننزل 50 نقطة أساس عشان يكون فيه تأثير حقيقي. البعض يدوس فرامل والبعض يدوس بنزين، الاجتماع هذا ما راح يكون هادي أبدًا.

الشيء اللي فعلاً يستحق المتابعة هو سيناريو السنة الجاية. جولدمان ساكس راهن بالفعل: في مارس ويونيو الجايين راح ينزلون الفائدة أكثر، ويمكن توصل قريب من 3% في النهاية. إذا تحقق هذا السيناريو، هنا فعلاً "البوابة المفتوحة" بكل معنى الكلمة.

بالنسبة لسوق الكريبتو؟ بكلمة وحدة: السيولة جاية.

التاريخ واضح—كل مرة يبدأ فيها الفيدرالي دورة خفض الفائدة، الأموال العالمية تصير زي الفيضان تدور على أعلى عائد. أصول مثل BTC وETH دايمًا تكون أول أهداف الموجة. خصوصًا وإن أحد كبار الفيدرالي هاسيت لمح أن "في أخبار جيدة جاية"، وعوائد السندات الحكومية بدأت تتراجع... البيئة فعلاً قاعدة تتغير.

طبعًا لازم ننتبه من الحيلة القديمة: "اشترِ على التوقعات، وبِع على الواقع". إذا تصريحات الليلة ما كانت متساهلة كفاية، تصحيح قصير الأجل وارد. لكن على المدى الطويل، عصر التشديد النقدي بضغط عالي، شكله فعلاً بينتهي.

الليلة مستحيل تنام بهدوء. تتوقع إن الاجتماع هذا يكون بداية دورة جديدة؟