توقعات السوق تجاه سياسات الاحتياطي الفيدرالي تشهد تغيرًا ملحوظًا. أحدث توقعات جي بي مورغان تشير إلى بدء خفض الفائدة في ديسمبر، وهذا يتعارض كليًا مع تقديراتهم قبل أسبوع واحد فقط. في الوقت نفسه، يواجه الدولار أكبر انخفاض أسبوعي له منذ يوليو. تشير هذه الإشارات إلى أن وجهة نظر السوق حول آفاق الاقتصاد الأمريكي بدأت تتغير.

من حيث البيانات، من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي لشهر سبتمبر بنسبة 0.22%، وهو قريب من مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي. إذا جاء أقل من هذا المستوى، فقد ينخفض معدل التضخم السنوي على مدى 12 شهرًا من 2.9% إلى 2.8%. من ناحية أخرى، انخفض عدد طلبات إعانة البطالة الأولية بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي إلى 216 ألف، وهو أدنى مستوى منذ منتصف أبريل.

تعكس هذه البيانات تعقيد الوضع الاقتصادي الحالي. هناك بعض التراجع في ضغوط التضخم لكنها لا تزال قائمة، بينما يظل سوق العمل قويًا نسبيًا. يواجه الاحتياطي الفيدرالي معضلة في قرار خفض الفائدة: يجب عليه مواجهة مخاطر تباطؤ الاقتصاد، وفي نفس الوقت الحذر من عودة التضخم للارتفاع.

يبدو في الوقت الحالي أن السوق يقوم بتسعير سياسة نقدية أكثر مرونة. ولكن بالنظر إلى تناقض البيانات، ما يزال قرار الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر غير مؤكد. من الضروري متابعة بيانات التضخم وتقارير التوظيف عن كثب في الفترة القادمة، حيث ستكون عوامل حاسمة في تحديد توجه السياسة النقدية.