البيانات الاقتصادية الأخيرة في سويسرا مثيرة للاهتمام وتستحق النقاش.
أولاً، لنلق نظرة على التضخم — بعد صدور بيانات نوفمبر، أصبح مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي صفرًا تمامًا. والأهم أن مؤشر التضخم الأساسي انخفض إلى أدنى مستوياته خلال أربع سنوات، فما معنى ذلك؟ الأسعار بالكاد تتحرك، والانتعاش الذي كان السوق يتوقعه لم يظهر أبدًا.
البنك المركزي السويسري كان يتوقع في الأصل أن التضخم سيرتفع هذا الربع، لكن يبدو أن هذا التوقع لن يتحقق. الآن يواجه موقفًا محرجًا: أسعار الفائدة بالفعل عند الصفر، إذا أراد خفضها أكثر؟ قد يُعرّض النظام المالي للخطر. ومع ذلك، أشار البنك المركزي إلى أنه سيتدخل إذا لزم الأمر، وكأنه يوجه تحذيرًا احترازيًا للسوق.
لكن المشكلة الحقيقية تأتي من الخارج. سياسات التعرفة الجمركية التي اتخذها ترامب أدت إلى دخول الناتج المحلي الإجمالي السويسري في الربع الثالث إلى منطقة النمو السلبي. ورغم توقيع اتفاقية تجارية بين الطرفين لاحقًا وتحسن الوضع، ظهرت آثار جانبية — إذ ارتفع سعر صرف الفرنك مقابل اليورو إلى أعلى مستوياته خلال عشر سنوات.
قوة الفرنك تبدو جيدة للوهلة الأولى — الواردات تصبح أرخص. لكن المشكلة أن التضخم أصلاً في حالة جمود، وإذا استمر الفرنك في قوته، فماذا لو استمرت الأسعار في الانخفاض؟ فخ الانكماش أصعب بكثير من التضخم إذا بدأ. ولهذا يتعين على البنك المركزي السويسري أن يراقب كل متغير عن كثب عند اتخاذ قراراته.
باختصار، سويسرا الآن تمشي على حبل مشدود: من جهة، التضخم ثابت لا يتحرك، ومن جهة أخرى، هناك ضغط انكماشي ناتج عن قوة العملة، بالإضافة إلى ضرورة الحذر من تقلبات بيئة التجارة الخارجية في أي لحظة. على البنك المركزي أن يجد توازنًا دقيقًا بين استقرار الأسعار وحماية النظام المالي — وهذه مهمة ليست سهلة.
بالنسبة للأسواق، غالبًا ما تعتبر الاقتصادات الصغيرة والمتطورة مثل سويسرا ملاذًا آمنًا لرؤوس الأموال العالمية. وتحركات سياساتها وبياناتها الاقتصادية تعكس إلى حد ما درجة القلق في السوق العالمي. خصوصًا في ظل حالة عدم اليقين الحالية في الاقتصاد العالمي، تصبح هذه الإشارات أكثر أهمية وتحتاج إلى تحليل دقيق.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
تسجيلات الإعجاب 20
أعجبني
20
5
إعادة النشر
مشاركة
تعليق
0/400
NFTArchaeologis
· 12-10 01:58
وضع البنك المركزي السويسري الآن يشبه إلى حد كبير إصلاح قطعة أثرية هشة—كل خطوة يجب أن تكون دقيقة للغاية. الانكماش أخطر حتى من التضخم.
خاصية الأصول المستقرة كملاذ آمن يعاد تسعيرها من جديد.
فن التوازن على الحبل المشدود، هذه المرة فعلاً ستختبر مهارة البنك المركزي.
قوة العملة أصبحت مصدر قلق، وهذا أمر ساخر فعلاً.
ارتفاع سعر الصرف لأعلى مستوى خلال عشر سنوات، ماذا يراهن عليه السوق يا ترى؟ يستحق التأمل.
التضخم عند الصفر وضغوط الانكماش قادمة، ربما تحتاج كتب الاقتصاد التقليدية لمراجعة.
قوة الفرنك السويسري هذه المرة، تكتب إلى حد ما مقدمة لعبة مثيرة على السلسلة.
شاهد النسخة الأصليةرد0
MetaDreamer
· 12-10 01:56
الفرنك السويسري عاد يستعرض قوته من جديد، والبنك المركزي صار عنده صداع الحين.
الانكماش أخطر بكثير من التضخم، أنا أتفق مع هذا الرأي.
وضع سويسرا حالياً صعب جداً، محشورين بالنص وما يقدرون يتحركون.
مقياس المزاج الاستثماري، كلام في محله، لازم نتابع تحركات سويسرا بدقة.
الجمارك اللي فرضها ترامب فعلاً سببت مشاكل في كل مكان.
قوة الفرنك وصلت لدرجة أن الاستيراد صار أرخص، لكن خطر الانكماش صار أكبر، يعني ما فيها فائدة.
معدلات فائدة البنك المركزي ما عاد فيها مجال للنزول أكثر، اللي جاي مشكلة كبيرة.
يمشون على حبل مشدود، وأيام البنك المركزي السويسري فعلاً صعبة.
شاهد النسخة الأصليةرد0
MevSandwich
· 12-10 01:53
الفرنك السويسري قوي بشكل غير معقول، البنك المركزي فعلاً في ورطة الآن
---
الانكماش أسوأ حتى من التضخم، مهمة البنك المركزي السويسري فعلاً صعبة
---
كأنهم يرقصون على سلك مشدود، من جهة تضخم صفر ومن جهة عملة قوية جداً
---
ميزان أموال الملاذ الآمن هكذا، الاقتصاد العالمي فعلاً في حالة فوضى
---
الفرنك في أقوى حالاته منذ عشر سنوات، الاستيراد أصبح أرخص لكن مخاطر الانكماش ظهرت أيضاً
---
بصراحة، مساحة السياسات انضغطت تماماً، والموقف محرج للبنك المركزي
---
قوة العملة الزائدة ليست دائماً شيئاً جيداً، خصوصاً عندما ينتهي التضخم
شاهد النسخة الأصليةرد0
LiquidityWhisperer
· 12-10 01:34
الفرنك السويسري قوي جداً، لا بد أن البنك المركزي يعاني كثيراً، إذا جاء الانكماش فعلاً ستكون كارثة.
شاهد النسخة الأصليةرد0
OPsychology
· 12-10 01:32
البنك المركزي السويسري فعلاً الآن واقع بين المطرقة والسندان، وشيطان الانكماش أخطر مما كنت أتصور.
الفرنك السويسري في هذه الموجة هو الأقوى منذ عشر سنوات، هل وصلت مشاعر التحوط لأقصى حد؟
مرة ثانية ترامب سبب كل هذه المشاكل، حرب التجارة هذه لا تنتهي أبداً...
التضخم صفر، ضغط انكماشي، ارتفاع جنوني في سعر الصرف، البنك المركزي السويسري عليه أن يتدخل في كل الاتجاهات.
يرقصون على حبل مشدود، خطوة واحدة خاطئة تعني الهاوية، فعلاً الوضع مشوق.
اقتصاد الدول الصغيرة دائماً هكذا، أي ريح خفيفة في العالم تهزهم.
هذه المرة فعلاً اختبار لقدرات البنك المركزي في الإدارة، الأمر ليس سهلاً أبداً.
الانكماش وصل، وهم ما زالوا يتحدثون عن اتفاقيات التجارة، مجرد كلام على الورق.
ثبات الأسعار في سويسرا بهذه الطريقة، بصراحة وضع غريب قليلاً.
الانكماش أصعب من التضخم، أوافق هذا المنطق.
البيانات الاقتصادية الأخيرة في سويسرا مثيرة للاهتمام وتستحق النقاش.
أولاً، لنلق نظرة على التضخم — بعد صدور بيانات نوفمبر، أصبح مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي صفرًا تمامًا. والأهم أن مؤشر التضخم الأساسي انخفض إلى أدنى مستوياته خلال أربع سنوات، فما معنى ذلك؟ الأسعار بالكاد تتحرك، والانتعاش الذي كان السوق يتوقعه لم يظهر أبدًا.
البنك المركزي السويسري كان يتوقع في الأصل أن التضخم سيرتفع هذا الربع، لكن يبدو أن هذا التوقع لن يتحقق. الآن يواجه موقفًا محرجًا: أسعار الفائدة بالفعل عند الصفر، إذا أراد خفضها أكثر؟ قد يُعرّض النظام المالي للخطر. ومع ذلك، أشار البنك المركزي إلى أنه سيتدخل إذا لزم الأمر، وكأنه يوجه تحذيرًا احترازيًا للسوق.
لكن المشكلة الحقيقية تأتي من الخارج. سياسات التعرفة الجمركية التي اتخذها ترامب أدت إلى دخول الناتج المحلي الإجمالي السويسري في الربع الثالث إلى منطقة النمو السلبي. ورغم توقيع اتفاقية تجارية بين الطرفين لاحقًا وتحسن الوضع، ظهرت آثار جانبية — إذ ارتفع سعر صرف الفرنك مقابل اليورو إلى أعلى مستوياته خلال عشر سنوات.
قوة الفرنك تبدو جيدة للوهلة الأولى — الواردات تصبح أرخص. لكن المشكلة أن التضخم أصلاً في حالة جمود، وإذا استمر الفرنك في قوته، فماذا لو استمرت الأسعار في الانخفاض؟ فخ الانكماش أصعب بكثير من التضخم إذا بدأ. ولهذا يتعين على البنك المركزي السويسري أن يراقب كل متغير عن كثب عند اتخاذ قراراته.
باختصار، سويسرا الآن تمشي على حبل مشدود: من جهة، التضخم ثابت لا يتحرك، ومن جهة أخرى، هناك ضغط انكماشي ناتج عن قوة العملة، بالإضافة إلى ضرورة الحذر من تقلبات بيئة التجارة الخارجية في أي لحظة. على البنك المركزي أن يجد توازنًا دقيقًا بين استقرار الأسعار وحماية النظام المالي — وهذه مهمة ليست سهلة.
بالنسبة للأسواق، غالبًا ما تعتبر الاقتصادات الصغيرة والمتطورة مثل سويسرا ملاذًا آمنًا لرؤوس الأموال العالمية. وتحركات سياساتها وبياناتها الاقتصادية تعكس إلى حد ما درجة القلق في السوق العالمي. خصوصًا في ظل حالة عدم اليقين الحالية في الاقتصاد العالمي، تصبح هذه الإشارات أكثر أهمية وتحتاج إلى تحليل دقيق.